مكاسب بالجملة في كأس العرب بقلم طارق الأدوار

12 ديسمبر 2021 الساعة 4:39 مساء

كلام رياضي جدا  
مكاسب بالجملة في كأس العرب 
 
بقلم د. طارق الأدور  
 
لم يكن أحد يتوقع أن تحظى بطولة كأس العرب بكل هذا النجاح وهذا الإهتمام ليس فقط على المستوى العربي، وإنما أيضا على المستوى العالمي بعد إشراف الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بنفسه على البطولة. 
 
 فالبطولة كانت تعتبر قبل إنطلاقها مجرد محطة لإعداد المنتخبات الأفريقية والأسيوية للبطولات الكبرى القادمة وبخاصة في الجانب الأفريقي الذي يرتبط بمسابقتين عملاقتين هما كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، ثم الدور الحاسم لتصفيات المونديال، بينما يرتبط الجانب الأسيوي بالتصفيات النهائية لكأس العالم في المجموعات النهائية للقارة الأكبر في العالم، ولكن بعد إنطلاق البطولة رسميا تبين أنها بطولة هامة جدا في هذه المرحلة وفي حد ذاتها إنجاز للفائز بها لن يقل عن أي بطولة أخرى. 
 
 والحقيقة أن البطولة لفتت لها كل الأنظار ليس فقط على المستوى الفني الذي سأتحدث عنه لاحقا وإنما أيضا على مستوى البنية التحتية في الملاعب التي ظهرت كتحفة فنية طوال مجريات البطولة والتنظيم الرائع والنقل التليفزيوني الذي لا يقل خردلة عن البطولات الأوربية من حيث تقنيات النقل الحديثة وفنيات الإخراج وغيرها. 
 
 وأخيرا ظهر شكل أرضية الملاعب بصورة رائعة ربما مثلما نشاهد أو أفضل من أي ملعب في العالم. 
 
 أما الأهم فهو الجانب الفني الذي أعتبره أكبر مكاسب البطولة لكل المنتخبات العربية. فالمديرين الفنيين لكل الفرق لم يتوقعوا هذا النجاح المبهر للبطولة فحضروا بتشكيلات تعتمد أكثر على المحليين دون إستدعاء للمحترفين، إلا القليل منهم ولكنهم سيخرجون من البطولة بإنجاز كبير وهو دخول بعض اللاعبين الذين كانوا خارج الصورة في عقل المدربين في التشكيلة الأساسية للمنتخب. 
 
 ففي منتخب مصر لم يكن كيروش المدير الفني البرتغالي يتوقع هذا الشكل من المنافسة والقيمة الفنية ولكنه كسب كثيرا من البطولة وبخاصة لاعبين كانوا خارج الصورة تماما ولكنهم تحولوا فجأة إلى مكاسب فنية كبيرة ربما نراها في قادم البطولات وبخاصة كأس الأمم الأفريقية مثل حسين فيصل الذي تعجب الأغلبية لضمه وإذا به يصبح من أفضل مكاسب البطولة وربما نراه أساسيا في تصفيات المونديال مثلا عندما نواجه أحد الفرق العملاقة، وكذلك أحمد رفعت صاحب أحلى هدف في البطولة وكذلك أحمد ياسين الذي لم يكن يعرفه أحد وأصبح البديل الإستراتيجي في قلب الدفاع. أضف لهؤلاء عمر كمال عبد الواحد الذي أصبح مكسبا كبيرا في مركز الظهير الأيمن رغم أنه ليس مركزه الأصلي. 
 
 وفي تونس لم يكن احد يتوقع هذا المستوى الرائع للمهاجم الصاعد حنبعل الذي تألق وربما نراه بين الأساسيين في منتخب تونس الأول لاحقا رغم أنه لم يحصل على فرصة اللعب مع رديف نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي وكذلك محمد دراجر لاعب نوتنجهام فورست الإنجليزي في الدرجة الثانية الذي كان خارج الصورة تماما.  
 
 وفي الجزائر ظهر الكثير من اللاعبين الذين كانوا خارج الصورة في التشكيلة الأساسية بشكل رائع مثل ياسين براهيمي الذي إبتعد كثيرا عن التشكيل منذ رحل من بورتو البرتغالي وكذلك طيب الميزياني تحت رأس الحربة والظهير الأيسر إلياس شيتي الذي ينافس بقوة مستقبلا رامي بن سبعيني. 
 
 وفي المغرب ظهر بدر بانون لاعب الأهلي بشكل جيد يقربه من تشكيلة المحترفين الأساسية ونفس الحال إسماعيل الحداد والرجاوي وحافيظي وغيرهم. 
 
 الخلاصة أن ما حدث في كأس العرب يعد مكسبا للجميع بعد أن تحولت البطولة إلى مستقبل مشرق للكرة العربية من الأن فصاعدا

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة